لماذا تراهن Silicon Badia على شركة Roboost
ما وراء الصفقة

لماذا تراهن Silicon Badia على شركة Roboost

[قراءة 6 دقائق]

بواسطة Bayanat١٦ نيسان ٢٠٢٥

لماذا تراهن Silicon Badia على شركة Roboost

[قراءة 6 دقائق]

مع التحوّلات التي تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال توصيل الطلبات "المرحلة الأخيرة" (Last-Mile Delivery)، نرى شركة Roboost تبرز نفسها كلاعب محتمل يسعى إلى إعادة تعريف هذا المجال الذي لا يزال يفتقر إلى الكفاءة في خدمات التوصيل والتوزيع. في هذا التقرير، نُحاور حسام شفيق، مستثمر في Silicon Badia، لنتعرّف على أسباب إيمانهم العميق بإمكانات Roboost والفرص الأوسع في هذا السوق.


رصد الفُرصة في توصيل المرحلة الأخيرة


عندما التقى حسام بالرئيس التنفيذي و المؤسس الشريك لشركة Roboost، محمد جسرحة، لفت انتباهه أنّ دافع محمد لحلّ المشكلة لم يكن مجرّد طموح ريادي، بل تجربة شخصية عايشها عن قرب. فقد نشأ محمد في عائلة تمتلك سلسلة من الصيدليات في مدينة طنطا، شمال مصر، وشهد بنفسه معاناة العملاء مع التأخير المزمن في خدمة التوصيل، إذ كانت تستغرق قرابة ٤٥ دقيقة لإيصال الأدوية إلى منازلهم.

حاولت العائلة معالجة المشكلة بوسائل تقليدية، لكن دون جدوى. وعندما لم يجد محمد تفسيراً مقنعاً لهذا التأخير، قرّر أن يتصرّف بنفسه. فابتكر روبوتاً قادراً على تجهيز الطلبات في أقلّ من ٣٠ ثانية — وهو إنجاز تقني لافت بمقاييس القطاع. لكن المفاجأة كانت أنّ زمن التوصيل لم يتغيّر، وبقيت مدّته كما هي.

احتار الفريق: هل المشكلة في السائق؟ أم في الطريق؟ أم في توقيت الانطلاق؟ لم يكن واضحاً أين يقع عنق الزجاجة تحديداً.

عندها توصّل محمد إلى أنّ التأخير لا يكمن في مرحلة التجهيز، بل في حلقة أخرى من سلسلة التوصيل. وبدلاً من الاكتفاء بتشخيص المشكلة، قرّر أن يطوّر حلاً جذرياً. فأسّس شركة روبوست (Roboost)، وهي منصّة برمجية (SaaS) تهدف إلى تحليل الأسباب الجذرية للتأخير ومعالجتها تلقائياً، لتُحدث نقلة نوعية في كفاءة وشفافية "المرحلة الأخيرة" من عمليات التوصيل.


ما الذي تُقدّمه Roboost؟


بحسب حسام، تقوم Roboost بأتمتة كل شيء: من التحضير والإرسال إلى توجيه المندوبين وفقاً لمعطيات لحظية مثل حركة المرور، حجم الطلبات، عدد المندوبين المتاحين، وتقييمات العملاء. يختار النظام تلقائياً المندوب المناسب لكل طلب، ويُحدّد عدد الطلبات التي يمكنه تنفيذها، ويرتّب الأولويات حسب حجم السلّة، وتاريخ شكاوى العميل، ونوع الطلب. فمثلاً، يُعطى طلب بقيمة ١٠٠٠ دولار أولوية على طلب آخر بقيمة ١٠ دولارات.

وإذا كان العميل قد قدّم شكاوى سابقاً، يُعطى طلبه أولوية أعلى لتحسين تجربته.

لا تقتصر Roboost على تحسين كفاءة التوصيل فقط، بل توفّر أيضاً نظام حوافز آلي للمندوبين. إذ يُراقب النظام سلوك المندوبين ويُسجّل أي مخالفة، حيث تُفرض غرامات تُجمَع في صندوق يُوزّع في نهاية الأسبوع على المندوبين الأعلى أداءً، مما يعزّز المنافسة الإيجابية ويُكافئ الجدارة بشكل موضوعي.


خلفيّة الاستثمار


بدأ اهتمام حسام بـRoboost في ديسمبر 2022، عندما كانت الشركة تخدم صيدليات ومطاعم صغيرة في مصر. ورغم صِغر العملاء، إلا أن التزامهم بالخدمة أثار إعجاب حسام. فقد كانت إحدى هذه المنشآت مطعم كشري صغير بموارد محدودة وهوامش ربح ضيّقة. ومع ذلك، اختار الاشتراك في خدمة Roboost، ما اعتبره حسام دليلاً واضحاً على القيمة التي تُضيفها المنصة حتى لأصغر المتاجر.

رغم ذلك، أراد حسام أن يرى التزاماً من علامات تجارية كبرى ليقتنع بإمكانات النمو. حينها، أخبره محمد أن اجتماعاً سيجمعه بإدارة McDonald's في الأسبوع التالي.

وبعد أسبوعين فقط، اتصل محمد ليُشاركه خبراً كبيراً: وقّعت Roboost عقداً سنوياً مع "ماكدونالدز" يشمل 147 فرعاً في مصر. كان ذلك نقطة تحوّل. فقد أُبرم العقد بسرعة قياسية، وهو بالدولار، وهو ما يُعدّ نادراً في عالم الشركات الناشئة. هذا النجاح دفع حسام إلى دعوة محمد وفريقه لتقديم عرض استثماري أمام كامل فريق Silicon Badia، ليتّخذوا القرار النهائي بقيادة جولة تمويلية بقيمة 3 ملايين دولار، بمشاركة RZM Investments، و Flat6Labs، ومستثمرين ملائكيين من السعودية.


كيف تستخدم الشركات Roboost لتعزيز تنافسيتها؟


تلجأ الشركات إلى Roboost لتحسين قدراتها في التوصيل والحفاظ على موقع تنافسي قوي. فمثلاً، في قطاع الصيدليات، حيث تُعتبر المنتجات سِلعية والمنافسة شديدة، يمكن أن تُحدث سرعة التوصيل فرقاً حقيقياً في ولاء العملاء.


ما بعد مصر: الأسواق المستهدفة القادمة


أثبتت Roboost جدوى منتجها في السوق المصري، وحقّقت هامش ربح إجمالي يبلغ 90٪ دون الاعتماد على حملات تسويقية مكثّفة. في سبتمبر 2024، أطلقت الشركة حملة اختبارية على Snapchat أسفرت عن 600 ألف دولار من الإيرادات السنوية المتكررة، وأغلقت 60 ألف دولار من تلك الإيرادات خلال نفس الربع، مقابل 7 آلاف دولار فقط من الإنفاق الإعلاني.

بعد ترسيخ مكانتها في مصر، تتوجّه Roboost نحو التوسّع في أسواق إقليمية مثل السعودية والإمارات. فنجاحها في مصر — حيث تعد مشكلات المرور و ضعف البنية التحتية، و معاناة Google Maps في تحديد المواقع تحديات حقيقية — يعني أن بإمكانها النجاح بسهولة في أسواق ذات بنية تحتية أفضل. وكما يوضح حسام: "إذا استطاعت Roboost أن تحل مشكلة بهذا الحجم في القاهرة، فإن دخول أسواق مثل السعودية والإمارات سيكون خطوة طبيعية ومنطقية."


أثر اجتماعي ملموس


يتجلّى الأثر الاجتماعي لـRoboost في استراتيجيتها في استقطاب المواهب. إذ يشغل المؤسّس الشريك ومدير التكنولوجيا، محمد علي صادق، الحاصل على درجة الدكتوراه في أنظمة إدارة التوصيل، منصب أستاذ في معهد التكنولوجيا في صعيد مصر.

ومن خلال موقعه الأكاديمي، يختار أفضل الطلاب — وغالباً من الشابات — ويوفر لهنّ وظائف عن بُعد مدفوعة الأجر داخل شركة تكنولوجية ناشئة، دون الحاجة إلى مغادرة مجتمعاتهن المحلية. بهذه الاستراتيجية، تُمكّن Roboost الفئات المُهمّشة وتُعزّز الاقتصاد المحلي، موفّرة فرص عمل مستقرة ومسارات مهنية واعدة في مناطق تعاني من قلّة الفرص.


بعد خمس سنوات… ماذا بعد؟


تطمح Roboost إلى ما هو أبعد من اللوجستيات. فواحدة من المسارات الواعدة للنمو تكمن في قطاع التكنولوجيا المالية. ومع معاناة العديد من المندوبين من نقص الخدمات المصرفية، بدأت Roboost التعاون مع منصّات مثل Fawry لتقديم خدمات مالية تشمل الحسابات البنكية والتأمين وغيرهما، مستهدفة بذلك شريحة يصعب على شركات التكنولوجيا المالية الوصول إليها عادة.

ويختتم حسام قائلاً: "في ظاهرها، قد تبدو Roboost شركة لوجستية، لكنها في الجوهر قد تتحوّل إلى منصّة تجميع، أو حتى قوّة بيانات أو فاعل كبير في مجال التكنولوجيا المالية."

الفرص أمام لا تبدو محدودة — بل العكس تماماً.


ابقوا على تواصل مع سلسلة "ما وراء الصفقة" لاستكشاف المزيد من روّاد وداعمي الابتكار في المنطقة.

كن في الطليعة

انضم إلى مجتمعنا المتنامي من عشاق التكنولوجيا، ولا تفوّت أي قصة، أو رؤية، أو تحديث حول التمويل في قطاع التكنولوجيا المزدهر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.